أشار الرّئيس التّركي ​رجب طيب أردوغان​، إلى أنّ "الهجمات الّتي تشنّها إسرائيل على ​قطاع غزة​ منذ 7 تشرين الأوّل 2023، أعادت ​القضية الفلسطينية​ إلى جدول أعمال الإنسانيّة، وأنّ المجازر المستمرّة لفتت مرّةً أخرى انتباه العالم أجمع إلى الاضطهاد الّذي يتعرّض له الشّعب الفلسطيني".

ولفت، في كلمة له خلال "مؤتمر مستقبل فلسطين"، الّذي أُقيم في مركز مؤتمرات حزب "العدالة والتّنمية" في العاصمة أنقرة، إلى أنّ "سياسة الإبادة الجماعيّة الّتي تمارسها إسرائيل، والّتي امتدّت بعد غزة إلى ​لبنان​، كشفت أمام البشريّة الوجه الحقيقي للصّهيونيّة"، مترحّمًا على الفلسطينيّين واللّبنانيّين "الّذين قُتلوا بوحشيّة على يد إسرائيل" منذ 7 تشرين الأوّل 2023.

وركّز أردوغان على "أنّنا رأينا جميعًا عن كثب كيف يسيطر اللّوبي الصّهيوني على القوى العالميّة والنّظام العالمي"، مشدّدًا على أنّ "الشعب الفلسطيني يعاني من الظّلم الإسرائيلي منذ عقود، وسياسة الاحتلال والتّدمير والقتل الّتي تنتهجها إسرائيل مستمرّة دون انقطاع منذ 76 عامًا". وذكر "أنّنا تابعنا معًا والحرج يعترينا، مدى العجز الكبير لمجلس الأمن والمنظّمات الدّوليّة أمام الغطرسة الإسرائيليّة".

وأكّد "ضرورة بذل المجتمع الدّولي والعالم الإسلامي جهودًا أكبر، لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانيّة إلى غزّة قبل حلول الشّتاء، وأهميّة زيادة الدّعم لوكالة غوث وتشغيل اللّاجئين الفلسطينيّين (أونروا) خلال هذه المرحلة"، مشيرًا إلى "التزام منظّمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام العالميّة الصّمت، عندما يتعلّق الأمر بحقوق الأطفال الّذين يُقتلون بغزّة".

كما اعتبر أنّ "إسرائيل تحدّت علنًا ​الأمم المتحدة​، لا سيّما مجلس الأمن الدّولي، بهجومها على القوّات الأمميّة لحفظ السّلام في لبنان "اليونيفيل"، مشدّدًا على أنّ "عدم وجود ردّ فعل واضح من الأعضاء الدّائمين على هذه الوقاحة حتّى الآن، هو وضع لا يقلّ خطورةً عن الهجمات". وتساءل: "كيف يمكن للأمم المتّحدة الّتي لا تحمي حقوق موظّفيها، أن تدافع عن حقوق الآخرين؟ إلى متى سيظلّ ​مجلس الأمن الدولي​ يشاهد منطقتنا تتحوّل إلى بحر من الدّماء، والمدنيّون يُحرقون أحياء في غزة؟".

وأوضح أردوغان أنّ "الموت في غزة ولبنان لا يقتصر على الأطفال والنّساء والمسنّين والمدنيّين فقط، بل يشمل ضمير الإنسانيّة والإرث المشترك الممتد لآلاف السنين"، مبيّنًا أنّ "إسرائيل هي الدّولة الوحيدة العضو في الأمم المتّحدة، الّتي لم يتمّ تحديد حدودها الرّسميّة بعد".

وركّز على أنّ "إسرائيل بعد احتلالها غزة وارتكاب الإبادة فيها، هاجمت لبنان، وبدأت تتكشّف أهدافها الحقيقيّة من خلال تصريحات أعضاء في حكومة تل أبيب. ويمكننا أن نتصوّر إلى أين سيمتد هذا التوسّع، إذا لم يتمّ لجم إسرائيل الّتي تزداد فظاعاتها باستمرار". وأعلن أنّ "تركيا هي الدّولة الوحيدة الّتي أبدت أقوى ردّ فعل على المجازر بغزة، واتخذت إجراءات ملموسة ضدّ إسرائيل".